رؤيتنا تسعى إلى خلق تفكير ووعي جديد في المجتمع العربي عن طريق رابطة الوقوف العائلي النظامي، يصلح معه قلب وحال كل إنسان فيه، وتمكّينه من أن يأخذ مكانه الطبيعي في عائلته وفي وطنه.
كما نأخذ على عاتقنا نشر علم د. بيرت هيلنجر بطريقته الصحيحة كما أسسها وطورها وأكد عليها، حيث لا يمكن حصر علمه في أيادي نخبة قليلة من المعالجين النفسيين، أو يكون عرضة للتشويه من قبل المنتهزين. نرجو تكاتف الجهود في الحاضر والمستقبل حتى نتمكن مع جميع أعضاء الرابطة من إيصال علمه إلي قلوب البشر في العالم العربي.
ومن الضروري الحرص على تعليم وتوضيح القواعد الأصلية للوقوف العائلي النظامي، وتدريب أخصائيين ذوي خبرات قوية تؤمن بحقوق الإنسان وحفظ الأنفس والأنظمة التي ينتمي لها. وأيضاً دعم الكفاءات المميزة من الممارسين القادرين على إقامة الوقوفات وتحرير الناس من الاشتباكات الصعبة والأقدار المأساوية بمهنية عالية.
على سبيل المثال، اللاجئين من فلسطين قد تعايشوا مع الوضع المر، وكانوا ينتظرون بفارغ الصبر رجوعهم إلي بلادهم وأرضهم وبيوتهم حتى جاء بعضهم الموت دون أن يتحقق ذلك الحلم. وكثير من اللاجئين الفلسطينيون كانوا في انتظار حل سياسي أو حل سلمي لقضيتهم، وأغلبهم قد مات قبل عودتهم إلي ديارهم. ولكن السلام لا يأتي من الخارج، لا من السياسة ولا من الانتظار الطويل، بل يأتي من الداخل، أي من داخل القلب ومن داخل النفس، السلام يأتي من الفرد ذاته.
في اللحظة نفسها عندما يبدأ الفلسطينيون واليهود بالبكاء علي أمواتهم معا، ويشاركون بعضهم البعض الحزن والألم الذي سببه كل منهم للآخر، عندئذ ينتهي الحقد والرغبة في الإنتقام. لأن ” السلام يبدأ في النفس” كما يقول د.بيرت هيلنجر. وهنا سيبدؤون صفحة جديدة من الحياة الكريمة بجانب بعضهم البعض بلا خوف ولا غضب. وسينتهي التسلط وتنتهي الحرب. قد يكون ذلك صعبا أو بعيد المنال لكن مع مساهمة الرابطة العربية للوقوف العائلي النظامي في كل جلسة تقام، فهناك السلام الميمون أقرب وأكثر يسراً مما تعتقدون.
مثال آخر:
إذا استوعب المفجرين الإنتحاريين، بأنهم هم وأفراد عائلتهم، وأجيال من بعدهم سيرتبطون مع الأشخاص الذين قاموا بقتلهم برابطة أقوى وأعمق من رابطتهم مع أفراد عائلتهم الأصلية، وأقوى من رابطتهم مع أفراد شعب بلادهم، فإنهم ربما يتنازلون عن هذا الفعل الذي يقع ضرره عليهم وعلى أحبائهم أكثر من ضحاياهم ومن يصنفونهم كأعداء لهم.
كلما زاد عدد الأشخاص الذين يتفهمون الأحداث والإرتباطات العائلية وما تحمله من أذى أو عافية، كلما زاد تواضعهم وتقديرهم لبعضهم البعض، وأصبح ممكناً لنا أن نعيش في عالم يؤمن بالاختلاف والرحمة، هذا هو عالم السلام. وهذا الذي سنصل له مع الوقوف العائلي النظامي، وطالما بقيت هذه الرابطة تنمو وتزدهر.
هذا النوع من الوعي النفسي والإنساني الراقي لا يتم إكماله في لحظات، او في يوم واحد أو حتى سنوات، بل يتم ترسيخه من جيل إلي الجيل التالي له، ثم الذي بعده في سلسة ممتدة من الأجيال ضمن النظام القائم على الحب والتواضع والسلام.
في كل جلسة وقوف عائلي نظامي يتم تغير الوعي الداخلي للإنسان، ويصبح تفكيره أوسع واختياراته أفضل وحياته أحسن، وبذلك يسمح لتكوين وعي وتفكير جديد في مجتمع عربي جديد متسامح ومسالم وسعيد، ومن هنا يبدأ السلام للجميع.